اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله الجزء : 1 صفحة : 186
لخباثة نفوسكم قالعا لها مطلقا او جذبة صادقة مزيلة لدرن التعلقات عن أصلها او خطفة مفرطة بارقة من جانب الحق مزعجة ملجئة الى الفناء فيه فَتَيَمَّمُوا اى فعليكم ان تقصدوا وتتوجهوا صَعِيداً طَيِّباً اى مرشدا كاملا وهاديا مكملا طاهر عن جميع الرذائل والآثام العائقة عن الوصول الى جنة الوحدة فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ اى بهوياتكم الباطلة وَأَيْدِيَكُمْ اى اوصافكم الذميمة العاطلة مِنْهُ اى من تراب اقدامه وثرى سدته السنية وعتبته العلية لعله بيمن أنفاسه المتبركة يرشدكم الى النجاة عن مضيق التعينات ويهديكم نحو فضاء الذات. واعلموا ايها المكلفون القاصدون للتحقق نحو فضاء الوحدة الذاتية والقبلة الحقيقية ما يُرِيدُ اللَّهُ المدبر لعموم مصالحكم المتعلقة لمبدئكم ومعادكم لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ ويبقى فيكم مِنْ حَرَجٍ يمنعكم عن الوصول الى ما جبلتم لأجله وَلكِنْ يُرِيدُ بمقتضى فضله ولطفه لِيُطَهِّرَكُمْ ويصفيكم أولا من اقذار التعينات وادناسها وَلِيُتِمَّ ويوفر نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ ثانيا مما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ اى رجاء ان تشكروا له حين تفوزون ما تفوزون
وَبعد ما سمعتم من الحق ما سمعتم ووعدتم من عنده ما وعدتم اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ التي أنعمها عَلَيْكُمْ وقوموا بمواظبة شكرها وَتذكروا مِيثاقَهُ الَّذِي واثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ في أزل استعدادكم بالسنة قابلياتكم حين سمعتم قوله سبحانه الست بربكم سَمِعْنا قولك يا ربنا أنت أظهرتنا بفضلك وجودك من كتم العدم وربيتنا في كنف حفظك وجوارك بأنواع اللطف والكرم وَأَطَعْنا ما امرتنا به طوعا وَاتَّقُوا اللَّهَ المنتقم الغيور من نقض ميثاقه إِنَّ اللَّهَ المطلع بالسرائر والخفايا عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ اى بمكنونات صدوركم يجازيكم على مقتضى علمه وخبرته
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ مستقيمين في عموم ما أمركم به في طريق توحيده شُهَداءَ حضراء مستحضرين بِالْقِسْطِ والعدل بحقوق آلائه ونعمائه الفائضة عليكم من عنده تفضلا وامتنانا وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ اى لا يحملنكم ولا يبعثنكم شَنَآنُ قَوْمٍ اى شدة عداوة قوم وبعضهم عَلى أَلَّا تَعْدِلُوا ولا تقسطوا فيما أنعم الله تعالى عليكم بان تتجاوزوا عن حدود الله حين القدرة والاقتدار على الانتقام تشفيا لصدوركم بل عليكم ان تقسطوا في كل الأحوال سيما عند المكنة والقدرة والاقتدار وبالجملة اعْدِلُوا ايها المنعمون بالقدرة والظفر هُوَ اى عدلكم أَقْرَبُ لِلتَّقْوى عن محارم الله والاجتناب عن منهياته وَاتَّقُوا اللَّهَ المراقب لكم في عموم أحوالكم إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ من مقتضيات نفوسكم وتسويلاتها
وَعَدَ اللَّهُ المدبر لأمور عباده الَّذِينَ آمَنُوا بتوحيده وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ المقربة نحوه المأمورة من عنده ان قد حصل لَهُمْ مَغْفِرَةٌ لذنوبهم تفضلا منه وامتنانا وَمع ذلك لهم عند ربهم أَجْرٌ عَظِيمٌ الا وهو الفوز بشرف اللقاء ان أخلصوا واعتدلوا في عموم ما جاءوا.
وبعد ما قد وعد سبحانه للمؤمنين ما وعد اردفه بوعيد الكفار جريا على مقتضى سنته المستمرة في دعوة عباده فقال وَالَّذِينَ كَفَرُوا بتوحيدنا واثبتوا الوجود لغيرنا مكابرة وعنادا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا اى دلائلنا الدالة على وحدة ذاتنا المنزلة على رسلنا أُولئِكَ البعداء المنهمكون الكفر والضلال أَصْحابُ الْجَحِيمِ اى مصاحبوها وملازموها لا نجاة لهم منها أصلا لكمال توغلهم وانهماكهم في اسبابها
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ كيف ينجيكم من يد العدو وقت إِذْ هَمَّ وقصد قَوْمٌ من عدوكم أَنْ يَبْسُطُوا ويمدوا إِلَيْكُمْ
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله الجزء : 1 صفحة : 186